التهرب الضريبي
تقديم:
أدت الاصلاحات الجذرية لنظام الجبائي القديم وما يميزه من تعقيد و كثرة الضرائب ، و تعدد الاعوية الضريبة ، الى ظهور ظاهرة التهرب الضريبي بين اوساط المكلفين و عدم الاستجابة لها و القيام بالالتزمات الواقعة على عاتقهم كما ينبغي الحال ، كما يعتبر وسيلة هدامة للمجتمع لما ينجم عنه من اضرار على الخزينة العمومية و الانفاق العام و يشكل اعتداء على اموال الدولة .
و انطلاقا من هذه الاهمية المتعاظمة للضريبة ، يمكننا القول بان التهرب الضريبي يشكل عائق حقيقي يحول دون تحقيق الاهداف السياسية للضريبة ، هاته الاشكالية بالاساس لدراسة الموضوع بكل دقة و عناية حتى يتسنى لنا الاحاطة بالموضوع من جميع جوانبه .
اما على مستوى الاطار المفاهمي يتكون هذا العنوان من مصطلحين و هي عل الشكل التالي :
التهرب: يقصد بالتهرب لغة تهرب ، من يتهرب ، فهو متهرب ، اي تهرب من المسؤولية ، اما اصطلاحا فار من الاداء حق او واجب ن تجنب القيام بما عليه و لم يف به .
الضريبة : اختلفت الاراء حول تعريفها ،قد عرفها الفقيه كاستون جينز بكونها “اقتطاع مالي تستخلص من الاشخاص عن طريق القوة وبشكل نهائي و دون مقابل ، من اجل التغطية الاعباء العامة “.
هناك من عرفها ايضا هي ” قسط الذي يعطيه كل مواطن من ماله “1.
وقد اختلف ايضا الباحثون في وضع مفهوم محدد لظاهرة التهرب الضريبي ، اذ ليس من السهل اعطاء تعريف شامل و دقيق لهذه الاخيرة ، وعليه يمكن تعريفها على الشكل التالي :
1 – رنة اديب منذر،مفهوم الضريبة –تعريفها و اشكالها –دون ذكر الطبعة ،سنة 2006 ،ص: 6.
يعرف التهرب الضريبي على انه ظاهرة اقتصادية و ضريبية خطيرة تتمثل في محاولة المكلف تخلص كليا او جزئيا من العبء الضريبي المكلف به ذلك من خلال اتباع اساليب و اعمال تخالف روح القانون ، و قد تصل حد مخالفة نصوصه ، و بالتالي عدم القيام المكلف بدفع الضريبة او الوفاء بإلتزامه كليا او جزئيا تجاه الدوائر المالية من يؤثر في حصيلة الخزينة العامة و ذلك باستخدام طرق ووسائل مشروعة و غير مشروعة .
ان ظاهرة التهرب الضريبي تضرب جذورها في القدم ، حي اقترن وجودها بوجود الضريبة نفسها ، كما إنها ظاهرة كونية ، الا إنها تتفاقم في الدول النامية نظرا لبنيتها السياسية و الاقصادية والاجتماعية غير المتطورة2.
إن موضوع التهرب الضريبي يكتسي اهمية قصوى بالنسبة للباحتين والمهتمين بالشان الضريبي بالمغرب. كما انه موضوع الساعة بإمتياز وهاته الاهمية تتجلى في نقطتين اساسيتن:
أولا: إن موضوع التهرب الضريبي كان ولا زال موضوع إهتمام عند جميع البلدان وذلك لدراسة إشكالية التهرب الضريبي في منظوره المحلي او الدولي .
تانيا: إن إشكالية التهرب الضريبي لها إتباط واسع بمجموعة من المجالات القانونية التنظيمية السياسية قتصادية ومالية .
انطلاقا من الاهمية يمكن طرح الاشكالية التالية
هل الاليات الوقائية والزجرية كفيلة للحد من ظاهرة التهرب الضريبي ؟
تتفرع عن هذه الاشكالية مجموعة من الاسئلة على شكل التالي :
– ما مفهوم التهرب الضريبي واشكاله ؟ – وماهي أنواع التهرب الضريبي وأسبابه ؟ – ماهي الاليات الوقائية والزجرية لتهرب الضريبي ؟
ولمعالجة هاته الاشكالية اعتمدنا على منهج التحليلي، نظرا لما يتطلبه موضوع التهرب الضريبي من تحليل نصوصه القانونية ،وذلك وفقا لتصميم التالي : للاجابة عن الاشكالية اعلاه ارتأينا أن نقسم هذا الموضوع الى مبحتين على الشكل التالي : المبحث الاول : ماهية التهرب الضريبي المبحث التاني :الاليات الوقائية والزجرية